وتواصلت مسيرة الاتحاد سيرًا على نهج الأجداد الذين قدموا تضحيات لبناء الوطن لضمان استمرار الحياة في بيئة صعبة، وجاء الرخاء والأمن والاستقرار ثمرة العمل الدؤوب والجهد المستمر الذي بذله الآباء المؤسسين من أجل بناء الاتحاد في
مشهد أعاد إلى الأذهان تعاضد غواصي اللؤلؤ وتآزرهم في رحلات الغوص. كما أدرك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ضرورة التكيف مع عالم سريع التغير لكي تحقق الدولة النمو والازدهار. وبالرغم من الرخاء الذي عّم البلاد بفضل العوائد
النفطية، إلا أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد أدرك أهمية تحقيق التنوع الاقتصادي وتقليص الاعتماد على صناعة واحدة فقط من أجل ضمان الاستقرار
لأبناء شعبه. ولن يتسنى تحقيق الازدهار الحقيقي إلا من خلال تحقيق التنوع الاقتصادي والاستثمار في الإنسان، وبالفعل تحققت رؤية المغفور لهم بإذن
الله الشيخ زايد والآباء المؤسسين خلال ما يقارب نصف قرن منذ قيام الاتحاد، وتنبع قوة البلاد من تاريخها وحاضرها، ومن التزامها بقيمها الراسخة، ومن رؤيتها
لمستقبل أكثر ازدهارًا لشعبها وللعالم بأسره.
كانت تجربة الاتحاد ثمرة فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
حيث كان همه جمع الصف وبناء وطن شامخ مزدهر ووضع يده مع إخوانه
الشيوخ حكام الإمارات، فكانت رؤيته دائمًا ترتكز إلى أهمية الوحدة وتقديم
جميع أوجه الدعم لبناء وطن ينعم بالخير والنماء، وأدرك سموه أن الاتحاد يتطلب
التزامًا تامًا وإيمانًا راسخًا بالإمكانيات التي سيحققها الاتحاد.